سارق
لاداعي للإنكار هذه المرة ...أنت الذي سرق نقودي التي كانت في حيبي ...لماذا تنظر إليّ هكذا؟ أتخالني أخافك..ألا تستحي ؟إنني سأحافظ على هدوئي وبرودة أعصابي ..ولكنّي أعرف كيف أجعلك تقرّ بذنبك.أنت الذي اختلس بعض الدنانير ولكن قل لي كيف نجحت في أخذها وإعادة المحفظة إلى مكانها...لماذا لم تأخذها بما فيها ؟بل قل لي لماذا تركت لي ذلك المبلغ الزّهيد ؟...إن انت أخبرتني الحقيقة أعطيتك البقيّة ,أخبرني كيف استطعت فعل ذلك والحال أنّ الحافظة في جيبي الداخلي وكيف نجحت في إرجاعها ...قل لي كيف اكتشفت مكانها وما الداعي الذي دعاك لأن تترك لي تلك الدنانير الزهيدة ؟اسمعني جيدا انا مستعدّ للجلوس معك في مقهى لنتحدّث في هذه الصّنعة ..الحقيقة أنا مستعدّ لسماع أخبارها منك ,,,تكلّم لماذا تنظر إليّ هكذا؟اعلم يا هذا أنّ الذي ذهب من جيبي لم يعد يهمني وأنّي لن استردّه منك ّ...لا تحاول إرجاعه إليّ ...لن أقبله ...سارق ؟سارق ويقرأ طه حسين؟ أخاف ان تحدّثك نفسك بسرقة نظاراته السوداء الصّغيرة ..أخبرني كيف تفعل لسرقة أمثالي من الغافليين ؟أنا واحد لا كالبقية ,,,أتريد لفافة ؟لا تدخّن؟لماذا لا تردّ ؟خذ بقية الدّنانير هذه...خذ,,,مدّ يدك...هي والذي سرقته حلال عليك ,,,خذها ,,,لماذا ترفضها ؟ أتريد ان تختلسها وقد وهبتها ؟أتحبّذ ان تكون بعرق الجبين ؟ضميرك يقظ لا محالة ...ها أنا أعبدها إلى مكانها في جيبي الداخلي ...أنت تعرف المكان ولا ريب ,,,لماذا لا تنظرإلى جييي ؟,,,انظر انظر ها هنا أضعها ..تريد أن تفهمني أنّك قد خبرته وانتهى أمره ؟قل لي كيف بدأت صنعة السرقة ...قل لي كيف بدأت مغامرتك وماذا كان يدور بخلدك عندما كنت تحدّد هدفك ...هل كنت تخاف ؟هل تجزع عندما تندّ عن الضّحية حركة ؟قل لي هل حدث أن دخلت السّجن ؟ما ألدّ نظراتك المتوحّشة ,,,أنا مثلك احبّ أدب طه حسن وأحب نقده وسيرته...ما الذي يعجبك في طه حسين ؟في رأيي لو اكتفى الرّجل بمجال النّقد والفكر لكان احسن له,,,, والله لا أدري أيعجبني أدبه ام لا ؟ نعم نعم أحبّ أدبه لكن...قل لي هل سرقته ؟أعني الكتاب بل ...هل ...طبعا ...طبعا أنا اشجّعك على هذه السّرقة فانا نفسي فكّرت مرّات كثيرة في سرقة بعض الكتب ولكني لم أقوى على ذلك الشرف أو ربّما لم تكن لي شجاعتك .هممت مرات عديدة بوضع الكتاب تحت قميصي والتظاهر بتقليب غيره لكنني لم اّفلح وكنت في كلّ مرّة ادفع الثمن صاغرا ...أرجوك علّمني كيف اسرق كتابا ...إن علّمتني كنت لك عبدا سارقا .(هههه)نعم نعم الجدّ أردتُ ..علّمني كيف اسرق الكتب .لماذا تنظر غليّ هكذا ؟لا شأن لي بما سرقت من أموال المغفلين مثلي علّمني فقط كيف اسرق كتابا ...ها قد توقّف المترو ...هيا ننزل لنشرب قهوتين ونتحدّث قليلا ؟أف أف من صمتك المقيت ...لا حاجة لي بنصائحك ودروسك سأقتفي أثرك وأنظر إلى ما تفعل وأفعل مثلك ,,,ولا تعجب يوما ان تجدني من أمهر السارقين ...بل ربّما سرقتك في مستقبل الدّهر ...سامحني من فضلك ..لعلّني لم احسن مخاطبتك فمثلك يجلّ ويعلى شأنه يا سارق الكتب...سمعت بعضهم يقول :هذا العصر هو عصر موت الكتاب ولكن عجيبة حدثت ...أما أنا فأرى العكس:الكتاب يسرق أنا من المشجّعين على قراءة الكتب... خذ...هاك...بقيّة الدّنانير في جيبي أما المسروق فلا يشغلنّك أمره فهو حلال عليك ...لكن الا نتحدّث قليلا ها قد توقّف المترو ثانية هيا هيا أسرع أسرع ...لماذا لا تتحرّك ...لم أر في حياتي سارقا وقورا وبمثل كبريائك ,ماذا ستفعل بالمسروق؟هل ستشتري به كتابا لطه حيبن ؟أم انّ الجعة أوكد من الكتاب ؟أنا اعشقهما الإثنين ..أنا أحب الكتاب حبّي الجعة ..سأسقبك حتى تثمل ..سأعود معك إلى المشرب إن قبلت ...هيا ,,,هيا ننزل ...ها قد توقّف المترو ثالثة ...هيا سنعود ادراجنا إلى المشرب وستسرد عليّ قصّة حياتك المهنية منذ البداية إلى اليوم .يا أخي لست شرطيا حتّي تتوجّس منى ريبة ...تخشاني؟أتخشاني وقد مددت يدك غلى جيبي الداخلي وسرقت ما فيه ؟تخشاني وقد أخذت من الحافظة ما أخذت وأعدتها إلى مكانها دون ان أتفطّن إلى الأمر ...إنّك لا تخشى أحدا ...عذرا إن اقلقك تجشّئي .
اقتربتْ من السارق الجليل ...سارق الكتب فتاة مدّت يدها لتأخذ بيد أبيها ولتقوده ناحية الباب في انتظار توقّف المترو ...تناولت البنت الكتاب ..تناولت البنت كتاب طه حسين بينما مدّ الرّجل يده إلى جيب واسع فضفاض وأخرج منه عصاه البيضاء ومضيت في صمتي الاوّل وتجشّئي ومضى المترو
توفيق بن حنيش
السّرجة في 09ماي 1999
ورفرف روحي http://www.madarate-alifba.com/showthread.php?2305-%D3%C7%D1%DE
لاداعي للإنكار هذه المرة ...أنت الذي سرق نقودي التي كانت في حيبي ...لماذا تنظر إليّ هكذا؟ أتخالني أخافك..ألا تستحي ؟إنني سأحافظ على هدوئي وبرودة أعصابي ..ولكنّي أعرف كيف أجعلك تقرّ بذنبك.أنت الذي اختلس بعض الدنانير ولكن قل لي كيف نجحت في أخذها وإعادة المحفظة إلى مكانها...لماذا لم تأخذها بما فيها ؟بل قل لي لماذا تركت لي ذلك المبلغ الزّهيد ؟...إن انت أخبرتني الحقيقة أعطيتك البقيّة ,أخبرني كيف استطعت فعل ذلك والحال أنّ الحافظة في جيبي الداخلي وكيف نجحت في إرجاعها ...قل لي كيف اكتشفت مكانها وما الداعي الذي دعاك لأن تترك لي تلك الدنانير الزهيدة ؟اسمعني جيدا انا مستعدّ للجلوس معك في مقهى لنتحدّث في هذه الصّنعة ..الحقيقة أنا مستعدّ لسماع أخبارها منك ,,,تكلّم لماذا تنظر إليّ هكذا؟اعلم يا هذا أنّ الذي ذهب من جيبي لم يعد يهمني وأنّي لن استردّه منك ّ...لا تحاول إرجاعه إليّ ...لن أقبله ...سارق ؟سارق ويقرأ طه حسين؟ أخاف ان تحدّثك نفسك بسرقة نظاراته السوداء الصّغيرة ..أخبرني كيف تفعل لسرقة أمثالي من الغافليين ؟أنا واحد لا كالبقية ,,,أتريد لفافة ؟لا تدخّن؟لماذا لا تردّ ؟خذ بقية الدّنانير هذه...خذ,,,مدّ يدك...هي والذي سرقته حلال عليك ,,,خذها ,,,لماذا ترفضها ؟ أتريد ان تختلسها وقد وهبتها ؟أتحبّذ ان تكون بعرق الجبين ؟ضميرك يقظ لا محالة ...ها أنا أعبدها إلى مكانها في جيبي الداخلي ...أنت تعرف المكان ولا ريب ,,,لماذا لا تنظرإلى جييي ؟,,,انظر انظر ها هنا أضعها ..تريد أن تفهمني أنّك قد خبرته وانتهى أمره ؟قل لي كيف بدأت صنعة السرقة ...قل لي كيف بدأت مغامرتك وماذا كان يدور بخلدك عندما كنت تحدّد هدفك ...هل كنت تخاف ؟هل تجزع عندما تندّ عن الضّحية حركة ؟قل لي هل حدث أن دخلت السّجن ؟ما ألدّ نظراتك المتوحّشة ,,,أنا مثلك احبّ أدب طه حسن وأحب نقده وسيرته...ما الذي يعجبك في طه حسين ؟في رأيي لو اكتفى الرّجل بمجال النّقد والفكر لكان احسن له,,,, والله لا أدري أيعجبني أدبه ام لا ؟ نعم نعم أحبّ أدبه لكن...قل لي هل سرقته ؟أعني الكتاب بل ...هل ...طبعا ...طبعا أنا اشجّعك على هذه السّرقة فانا نفسي فكّرت مرّات كثيرة في سرقة بعض الكتب ولكني لم أقوى على ذلك الشرف أو ربّما لم تكن لي شجاعتك .هممت مرات عديدة بوضع الكتاب تحت قميصي والتظاهر بتقليب غيره لكنني لم اّفلح وكنت في كلّ مرّة ادفع الثمن صاغرا ...أرجوك علّمني كيف اسرق كتابا ...إن علّمتني كنت لك عبدا سارقا .(هههه)نعم نعم الجدّ أردتُ ..علّمني كيف اسرق الكتب .لماذا تنظر غليّ هكذا ؟لا شأن لي بما سرقت من أموال المغفلين مثلي علّمني فقط كيف اسرق كتابا ...ها قد توقّف المترو ...هيا ننزل لنشرب قهوتين ونتحدّث قليلا ؟أف أف من صمتك المقيت ...لا حاجة لي بنصائحك ودروسك سأقتفي أثرك وأنظر إلى ما تفعل وأفعل مثلك ,,,ولا تعجب يوما ان تجدني من أمهر السارقين ...بل ربّما سرقتك في مستقبل الدّهر ...سامحني من فضلك ..لعلّني لم احسن مخاطبتك فمثلك يجلّ ويعلى شأنه يا سارق الكتب...سمعت بعضهم يقول :هذا العصر هو عصر موت الكتاب ولكن عجيبة حدثت ...أما أنا فأرى العكس:الكتاب يسرق أنا من المشجّعين على قراءة الكتب... خذ...هاك...بقيّة الدّنانير في جيبي أما المسروق فلا يشغلنّك أمره فهو حلال عليك ...لكن الا نتحدّث قليلا ها قد توقّف المترو ثانية هيا هيا أسرع أسرع ...لماذا لا تتحرّك ...لم أر في حياتي سارقا وقورا وبمثل كبريائك ,ماذا ستفعل بالمسروق؟هل ستشتري به كتابا لطه حيبن ؟أم انّ الجعة أوكد من الكتاب ؟أنا اعشقهما الإثنين ..أنا أحب الكتاب حبّي الجعة ..سأسقبك حتى تثمل ..سأعود معك إلى المشرب إن قبلت ...هيا ,,,هيا ننزل ...ها قد توقّف المترو ثالثة ...هيا سنعود ادراجنا إلى المشرب وستسرد عليّ قصّة حياتك المهنية منذ البداية إلى اليوم .يا أخي لست شرطيا حتّي تتوجّس منى ريبة ...تخشاني؟أتخشاني وقد مددت يدك غلى جيبي الداخلي وسرقت ما فيه ؟تخشاني وقد أخذت من الحافظة ما أخذت وأعدتها إلى مكانها دون ان أتفطّن إلى الأمر ...إنّك لا تخشى أحدا ...عذرا إن اقلقك تجشّئي .
اقتربتْ من السارق الجليل ...سارق الكتب فتاة مدّت يدها لتأخذ بيد أبيها ولتقوده ناحية الباب في انتظار توقّف المترو ...تناولت البنت الكتاب ..تناولت البنت كتاب طه حسين بينما مدّ الرّجل يده إلى جيب واسع فضفاض وأخرج منه عصاه البيضاء ومضيت في صمتي الاوّل وتجشّئي ومضى المترو
توفيق بن حنيش
السّرجة في 09ماي 1999
ورفرف روحي http://www.madarate-alifba.com/showthread.php?2305-%D3%C7%D1%DE